! لذة الحرام
لذة الحرام!
من ذاق لذة الحرام أدمنها، وعسر عليه الفطام عنها، فهو يسعى إلى التفنن فيها والاستزادة منها؛ ولهذا قال الله تعالى: « يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان »، ولم يقل: « طريق الشيطان »؛ لأن طريق الشيطان يبدأ بخطوة، تجر إلى خطوة، وهلم جرا، ونهى سبحانه عن الزنا بأبلغ وجه وآكده، فقال: « ولا تقربوا الزنا »، ولم يقل: « ولا تزنوا »؛ لأن للنفس ولعا بالحرام، وشغفا به، يجعلها تدندن حوله، وتطوف به، وتستشرف له، حتى تقع فيه؛ أكثر من ولعها بالحلال، وشغفها به؛ لأن الحلال مبذول، وكل مبذول مملول، والحرام ممنوع، وكل ممنوع مرغوب!
أقول هذا تعليقا على رجل جاء يستفتيني، فحكى لي أنه لم يزل يتمنى الزنا، حتى زنى، ولم يزل يزني حتى أدمن الزنا، ولم يعد يقوى على البعد عنه!
نسأل الله أن يباعد بيننا وبين الحرام، كما باعد بين المشرق والمغرب!
وبالله وحده العصمة، ومنه التوفيق والمعونة، ولا حول ولا قوة إلا به!
#الخواطرالعشماوية