غياب اليد العاملة المغربية يتسبب بأزمة اقتصادية بإسبانيا
غياب اليد العاملة المغربية يتسبب بأزمة اقتصادية بإسبانيا
بعد قرار المغرب إغلاق حدوده مع الجارة الشمالية إسبانيا ضمن سياسته الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد-كوفيد19 ، حيث تعرف اسبانيا انتشارا واسعا لهذا الوباء، وكنتيجة لهذا القرار لم يتمكن حوالي عشرة الآلاف من العمال المغاربة من الالتحاق بعملهم بالحقول الاسبانية ، الشيء الذي أصبحت معه هذه الحقول تعيش وضعية جد مزرية نتيجة لغياب اليد العاملة المغربية ،وأصبحت الفواكه والخضر بهذه الحقول مهددة بالفساد ، وهو ما ينذر بأزمة غذائية واقتصادية ستعانيها اسبانيا إذا لم يتم تدارك هذا الوضع، خاصة في الظرفية الحالية ، مما سيؤثر سلبا على نمو الاقتصاد الإسباني، ويؤدي بالتالي الى تقليص فرص العمل لدى الاسبان وارتفاع أعداد البطالة .
ونتيجة هذه الوضعية المقلقة، وقف الاسبان على حقيقة زيف خطاب حزب فوكس العنصري تجاه العمالة الأجنبية وخاصة منها المغربية ، وعدم واقعية برنامجه الاقتصادي .
يشار إلى أن حزب فوكس العنصري بنى برنامجه الانتخابي على مهاجمة العمال الأجانب ومن ضمنهم المغاربة والمطالبة بطردهم من اسبانيا، وان المواطنين الاسبان أولى بالوظائف والأعمال التي يشغلها المهاجرون وخاصة المغاربة ، مما دفع بعدد من وسائل الإعلام الاسبانية الى التهكم على مبادئ هذا الحزب العنصرية وعلى رؤيته الاقتصادية المفتقدة للواقعية ، ومطالبة ناخبيه الذين منحوه أصواتهم الى سد الفراغ الذي خلفه غياب العمال المغاربة .
وهو ما جعل حزب فوكس العنصري في وضعية جد صعبة، ستدفعه لا محالة الى مراجعة خطابه العنصري اتجاه العمالة المغربية التي أصبحت رقما صعبا في الاقتصاد الاسباني .
الأستاذ يونس الناصري
محام بهيئة الدارالبيضاء