التعليم في زمن الحجر covid 19
عرف العالم خلال الأشهر الأخيرة انتشارا متسارعاً لفيروس كورونا ارتقى حسب تصنيف المنظمة العالمية للصحة إلى مستوى الجائحة بوقت قياسي قصير مما أدى إلى تطبيق حالة الحظر الطبي وفرض إغلاق المدارس والجامعات.
انتشار الوباء فرض أيضا اوضاعا جديدة على الصعيد التعليمي البيداغوجي ومن خلاله على الصعيد الاجتماعي الاسري مما أدى إلى نقل العملية التعليمية من المدارس إلى البيوت بالرغم من حالة الارتباك والخوف التي فرضتها هذه الازمة، إلا أنها تحمل في ثناياها فرصا لاختبار أنظمة تعليم جديدة والتفكير بعمق في مستقبل التعليم ووضع التكنولوجيا في خدمة التعلم خصوصا في حالة الطوارئ.
فالوزارة الوصية قررت مواصلة الدرس التربوي من داخل البيوت حماية للأطفال ومجموع المواطنين من عواقب انتشار الوباء، فتحولت البيوت المغربية إلى فضاء لعلاقة جديدة يتحول فيها الآباء إلى مؤطرين، ويعيش فيها التلاميذ والطلبة في وضع خارج الحجرات والمدرجات التي الفوها. إذ تعتبر هذه العملية حركة تربوية متجددة ومنفتحة على محيطها الإنساني.
لم يكن برنامج التعليم عن بعد في المغرب، الذي شرع العمل به بعد تعليق الدراسة بسبب تفشي كورونا، اول تجربة لإدخال المنظومة التربوية الي العصر الرقمي، إذ سبق أن اطلق سنة 2006 برنامج لتعميم استعمال تكنولوجيا المعلومات في التعليم، لكن لم يحقق الأهداف التي وضع من أجلها رغم انه صرفت عليه أموال باهضة من الميزانية العامة.
كبديل عن التعليم الجاري به العمل في الجامعات لجأت الوزارة الوصية اختبار التعليم عن بعد لكثير من البرامج الدراسية المتاحة استعمال وساءل الاتصال الحديثة. لذا يتطلب هذا النوع من الدراسة ان يكون الطالب على دراية كافية باستخدام التكنولوجيا للتأكد من من الأستفاذة بالمادة الدراسية والتي ينخ ط فيها الأساتذة بشكل اساسي.
هذه الظرفية تدعو كافة المتدخلين الي:
1_اعادة النظر بعمق في تعريف ماهية التعليم وقت الطوارئ، مما يستدعي بدل الجهود من طرف الاطر المسؤولة في توظيف كل الوسائل التكنولوجية الحديثة لضمان استمرار العملية التربوية بشكل منتظم عن بعد، ومراجعة شاملة للبرنامج لتكون أداة للتظامن الاجتماعي.
2_ الاخذ بعين الاعتبار حالة المتعلم لحمايته وضمان حقوقه والبحث عن إمكانية الوصول إلى الفءات الضعيفة، وكذلك توفير التجهيزات الرقمية الضرورية التي تضمن للمتعلم التواصل عن بعد وإزالة الفجوة بين المناطق الحضرية والقروية المتعلقة بالاتصالات وتوفير شبكة الأنترنيت.
3_اعتبار الآباء نظريا شركاء في ضمان السير الطبيعي للعمل البيداغوجي الذي تباشره المدرسة. ويتضح من خلال التجربة الحالية للتعليم عن بعد انخراط الآباء في العملية في شراكة مع المدرسين لتحويل المكوث في المنازل وتقييد الحركة الي ساعات من الدرس والتحصيل.
ج العدناني.