احذر أن تبتلى بهذا المرض، فكم مات به أقوام، وسل الله العافية!
احذر أن تبتلى بهذا المرض، فكم مات به أقوام، وسل الله العافية!
بقلم : أد / محمد إبراهيم العشماوي.
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر.
يعمد الحاسد إلى الصفات الإيجابية في المحسود، فيصورها في صورة صفات سلبية، جحدا لفضله، وتنفيرا للناس من إعلان المحبة له والثناء عليه، فيصف شجاعته بالتهور، وحلمه بالعجز، وكرمه بالتبذير، واقتصاده بالبخل، وحزمه بالتعنت، ورحمته بالتساهل، واعتزازه بنفسه بالتكبر، وتواضعه بالتصنع، وعلو صوته في الحق بقلة الأدب، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر؛ بإثارة المشاكل والقلاقل..
وهكذا لا يفتؤ الحاسد يذكر لمحسوده فضيلة؛ إلا جعلها رذيلة، ولا منقبة إلا جعلها مثلبة، ولا محمدة إلا صيرها مذمة، والناس تعرف أنه مريض النفس كذاب، وترثي لحاله، وهو وحده يصدق نفسه، ويريد أن يصدقه الناس!
وهيهات أن يصدق من قامت البينات الواضحات على كذبه!
من آداب الطبيب!
ينبغي للطبيب ألا يهول من شأن المرض حتى يلقي اليأس في قلب المريض، ولا أن يهون منه حتى يدع المريض العلاج، وإنما عليه أن يسلك سبيلا وسطا بين التهويل والتهوين، (فيخبر بالحقيقة، في عبارة رقيقة)؛ لأن لطريقة إخبار الطبيب عن المرض أثرا في نفس المريض، حسنا كان أو سيئا، وقل من يوفق لهذه الطريقة من الأطباء، وهي من عين الحكمة، والأصل أن الطبيب يدعى حكيما، « ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، وما يذكر إلا أولو الألباب ».
أد / محمد إبراهيم العشماوي.
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر.
#الخواطرالعشماوية