المَحَبَة العُظْمَى
: قال الفضيلُ بنُ عياض رضي الله عنه وأرضاه
ما مِنْ ليلةٍ اختلط ظلامُها وأرخى اللَّيلُ سِربَالَ سَترها إلاَّ نادى الجليلُ جل جلاله:
مَنْ أعظمُ منِّي جوداً والخلائق لي عاصون .. وأنا لهم شاهدٌ ومُراقبٌ .. أكلؤهم في مضاجعهم كأنَّهم لم يعصوني .. وأتولَّى حفظَهم كأنَّهم لم يُذنبوا فيما بيني وبينهم .. أجودُ بالأفضل على العاصي .. وأتفضَّلُ على المُسِّيءِ .. مَنْ ذا الذي دعاني فلم أُلبِّه ؟؟؟
أم مَنْ ذا الذي سألني فلم أعطِه .. أم من الذي أناخ ببابي فنحَّيتُه؟؟؟ أنا الفضلُ ومنِّي الفضل .. أنا الجوادُ ومنِّي الجودُ ..
أنا الكريمُ ومنِّي الكرمُ .. ومن كرمي أنْ أغفرَ للعاصين وأرحمهم بعد المعاصي .. ومـن كرمي أنْ أُعطي العبد ما سألني وما لم يسألني .. ومن كرمي .. أنْ أُعطي التَّائبَ كأنَّه لم يعني .. فأين عني يهرُبُ الخلائقُ؟؟؟ وأين عـن بابي يَتَنَحَّى العاصون .. هل وجدوا رباً أرحم بهم وأحنُّ عليهم مِنِي؟؟؟
وقد جاء في الحديث القدسي أوحى الله تعالى إلـى سيدنا داوود عليه الـسلام
يا داوود لو يعلم المدبرون عني حُبِي لهم وشوقي لترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم من محبتي .. يا داوود هذة إرادتي بالمدبرين عني .. فكيف إرادتي بالمُقبِليِن عليَّ؟؟؟
#كتاب نزهة الأرواح#